بسم الله الرحمن الرحيم ..
صراحة لا أعلم كيف ومن أين أبدأ .. ها أنا وبعد 50 يوماً أعود على الفيسبوك .. ولكن لم أعد كالسابق
فقد تغلبت أخيراً على “الوحش الأزرق” .. وهذا كان هدفي الأساسي الذي ذكرته في آخر منشور لي على فيسبوك
قبل أن أجرب نكهة الحياة من غير فيسبوك
ببساطة .. أعتقد أنني كنت الأكثر إدماناً من بين أصدقائي الـ1100 جميعاً ..
حتى وصل بي الحال في أيامي الأخيرة قبل الإغلاق (منتصف ديسمبر الماضي) إلى قضاء 15 ساعة يومياً على فيسبوك .. لا أقوم من عليه إلا للأكل والصلاة والنوم ..
حتى قررت أخيراً أنه يجب علي اتخاذ خطوة جدية لأتخلص من هذا “المرض” والتغلب على الوحش الأزرق الذي كان يأكل الوقت كما تأكل النار الهشيم.
الحياة من غير فيسبوك:
حسناً .. لم يكن الأمر بسيطاً، خاصة في الأيام الأولى .. فتواجدي على فيسبوك لم يكن شيئاً عادياً ، كان هذا عالمي ، كنت أعتمد عليه في التواصل أكثر من الاتصالات الهاتفية، أحادث يومياً ما لا يقل عن 30 شخصاً ، لدي أكثر من ألف صديق .. والتفاعل مع ما أنشره كان رائعاً.
بعد أن تركت الفيسبوك شعرت ولأول مرة أنني غريب عن هذا العالم .. وكأنني عابر سبيل ولست من سكان المدينة.
لكن الآثار الإيجابية بدأت تظهر شيئاً فشيئاً.
حياة جديدة:
غادرت الفيسبوك في منتصف الشهر الأخير من العام الماضي .. فقررت أنها ستكون بدايةً جديدة .. علي الآن أن أصلح ما هدمه هذا الوحش .. أعمال متراكمة وأشياء غير منجزة .. قررت أن “ألملم أوراقي” كما ذكرت في منشوري.
فبدأت بالتخطيط للعام الجديد شيئاً فشيئاً .. كان هذا غريباً فلطالما كنت أعيش من غير تخطيط .. بالطبع كنت أخطط وأخطط ولكنني لم أنفذ أبداً .. لكنني قررت أن هذه المرة ستكون مختلفة .. توكلت على الله وبحثت قليلاً في الانترنت عن النصائح والإرشادات لوضع خطة للعام الجديد ..
وضعت خطة سنوية .. تتفرع منها شهرية وأسبوعية ويومية .. أي أن أداء اليومية يؤدي إلى إنجاز الاسبوعية وهكذا..
وبدأ العام الجديد.
الرغبة في العودة:
في أول يوم من عام 2014 – وبعد أسبوعين من حياتي اللافيسبوكية- فكرت أن أعود للفيسبوك تزامناً مع العام الجديد والبداية الجديدة .. وما عزز هذا التفكير هو إصرار الكثير من الأصدقاء ومطالبتهم بعودتي .. ولا أنكر أنني حينها شعرت بالأهمية والفخر إلا أنني خشيت أن أنتكس وأعود كما كنت وربما أسوأ .. فقررت أن لا أعود حتى أنجز بعضاً مما سعيت إليه ..
إنجازات الحياة الجديدة:
- قرأت 6 كتب خلال 50 يوماً (أكثر مما قرات العام الماضي بكامله)
- بدأت ممارسة الرياضة.
- استطعت السيطرة على مواعيد نومي.
- أخرج من حين لآخر لالتقاط الصور أو فقط للتمتع بطبيعة مدينتي الساحرة.
- أنجزت العديد من الأعمال المتراكمة.
- وغيرها من الأشياء سأحدثكم عنها في حينها.
ربما يبدو لكم الأمر عادياً لكن بالنسبة لي كان تحولاً كبيراً فقد بدأت أخيراً أستخدم ما لدي من قدرات والتي لطالما كان والدي يقول لي بشأنها “سيسألك الله عن هذا العقل وهذا الوقت والصحة فيما تفنيها ، استغل عقلك فيما يفيد” .
يمكن القول بأنني أخيراً عرفت قيمتي ، لا يوجد إنسان على هذه الدنيا إلا وله وظيفة وشيء يقدمه (عدا عن عبادة الله التي خلقنا من أجلها)
فكما أعطاك الله الصحة والعقل والفراغ فيجب عليك أن تستخدمها فيما يفيد .. إن لم تكن مفيدة لأمتك فاجعلها على الأقل مفيدة لك .
المدونة:
رغبة التدوين ليست وليدة اللحظة إنما كانت منذ سنوات عديدة .. وعلى الرغم أنني بدأت استخدام الانترنت في وقت مبكر عن أقراني (سنة 2005) إلا أنني لم أتعرف على عالم التدوين إلا في أواخر عام 2008 وحلمت أن أصبح مدوناً منذ ذلك الحين .. إلا أن رغبتي الدائمة في الكمال منعتني من ذلك.. فكنت أبدأ تجهيز المدونة وتواجهني بعض العقبات حتى أمل أو أنسى وذلك لرغبتي في أن تكون المدونة كاملة مكملة لا ينقصها شيء.
مع البداية الجديدة قررت أن أبدأ التدوين لأن مردوده سيكون إيجابياً علي أولاً وأخيراً .. وبالفعل فعلتها ..
تحدثت مع مصمم الويب صديقي تيمور عزيز عن المدونة وأخبرته أنني أبحث عن قالب مجاني .. فقال لي لا عليك سأتكفل أنا بالاستضافة والقالب .. فقط اختر ما يناسبك .. وبعد إصرارٍ منه اخترت هذا القالب فاشتراه وقام بتركيب المدونة وسلمها لي .. ليكون بذلك قد قدم لي خدمة رائعة ومعروفاً منه لا أنساه أبداً .. فلولا مساعدته هذه لربما كنت تعرضت لذات العقبات وتخليت عن الفكرة من جديد كما كان يحصل في كل مرة خلال السنوات الماضية ..
الفضل لله أولاً وأخيراً:
بفضل الله كان ما عشته خلال الأيام الماضية تجربة جميلة أعتبرها تحولاً كبيراً في مسار حياتي .. فها أنا حققت بعضاً مما خططت له .. وأسعى للمزيد بإذن الله ..
وأعلم أنني أطلت ولكن أعرف أن أحداً لن يتذمر أليس كذلك
بإذن الله ستكون هذه المدونة هي واجهتي للعالم .. ستعبر عني أنا فقط .. آرائي وأفكاري وتجاربي ونصائحي .. سأكون فيها بشخصية حقيقية لا أتصنع ولا أدعي المثالية ^_^
في النهاية:
حسناً بعد أن تسببت لكم بالصداع لن أترككم من غير فائدة “أنا كريم ألست كذلك ”
استفدت أن الحياة ما هي إلا دار فناء .. إن الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء .. هيلين كيلر قالت ذلك ولست أنا
أشياء بسيطة وتفاصيل صغيرة عشتها في هذه الفترة إلا أنني استمتعت بكل لحظة مررت بها .. وفعلاً تكشفت لي أشياء لم انتبه لها من قبل .. وساحدثكم عن تفاصيل أحداث عشتها في وقت لاحق “لا يجب أن أحرق الفلم من البداية”
لكن نصيحتي لكل من غرق في غياهب العالم الافتراضي .. ونسي ما حوله .. نصيحتي له بأن “يعيش اللحظة” أن يجرب ويتعلم ويفيد ويستفيد .. فالحياة أقصر من أن تقضيها أمام “الوحش الأزرق”
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بما كتبت ^^ والقادم أجمل بإذن الله .. لا تنسوا مشاركة الموضوع لعله يحل بالفائدة على أحدهم .. كما أنتظر تعليقاتكم ومشاركاتكم الجميلة
تحياتي
عبد الكريم جليد